Skip to main content

بصمة التراث: سلسلة رسوم متحركة لتعزيز التراث المغربي

DD

يلعب التاريخ والتراث دورا محوريا في بناء هوية الشعوب. وإدراكا لأهمية هذا الرهان.

أطلق المؤرخ والباحث في المركز الوطني للبحث العلمي (CNRS) "نبيل مولين" سلسلة الرسوم المتحركة "بصمة التراث"، وهي أول سلسلة مخصصة لاكتشاف التراث المادي واللامادي للمغرب، يهدف هذا المشروع إلى جعل التاريخ في متناول الجمهور العريض وتعزيز السيادة السردية للبلاد عبر تسليط الضوء على جوانب غير معروفة من الإرث المغربي.

 

إحياء التاريخ خارج الأوساط الأكاديمية

 

تهدف سلسلة "بصمة التراث" إلى إخراج التاريخ من الدوائر الأكاديمية وجعله نابضًا بالحياة وسهل الفهم للجميع، من خلال تنسيق رسوم متحركة جذاب، 

كما توفر السلسلة تجربة غامرة في الماضي المغربي، معتمدة على أبحاث علمية دقيقة بأسلوب سردي مشوق. 

وتأتي هذه المبادرة استجابة للحاجة المتزايدة إلى تعزيز التراث المغربي، في ظل التحديات المرتبطة بالاستيلاء الثقافي والنقاشات حول الهوية.

 

ولإنجاز هذا المشروع، تعاون نبيل مولين مع مصطفى الفكك، المعروف باسم "سوينڨا"، وهو أحد أبرز المؤثرين في مجال تبسيط المعرفة الرقمية بالمغرب. معًا، يقدمان محتوى تربويًا وجذابًا، يتناسب مع الأجيال الجديدة والمنصات الرقمية.

 

موعد أسبوعي خلال رمضان

 

يتم بث السلسلة كل يوم جمعة مساءً خلال شهر رمضان على يوتيوب، حيث تستكشف كل حلقة جانبًا مختلفًا من التراث المغربي. في الحلقة الثانية، تم تسليط الضوء على تينمل، هذا القرية التاريخية في الأطلس الكبير، والتي لعبت دورًا أساسيًا في نشأة الدولة الموحدية، أحد أهم الفاعلين في تاريخ المنطقة خلال العصور الوسطى.

 

جدير بالذكر أن السلسلة انطلقت لأول مرة في مارس 2024، حيث تناولت الحلقة الأولى تاريخ الكسكس، إلا أن المشروع شهد توقفًا لحوالي 11 شهرًا، ليُستأنف هذا العام في رمضان.

 

أما الحلقات القادمة، فستتناول عناصر أخرى بارزة من التراث المغربي، لكن دون الكشف عنها مسبقًا، للحفاظ على عنصر التشويق وجذب الجمهور. تهدف هذه الاستراتيجية إلى جعل "بصمة التراث" موعدًا أسبوعيًا لا يُفوت، يدفع المغاربة إلى إعادة اكتشاف تاريخهم من زاوية جديدة.

 

رهان على السيادة الثقافية

 

لا يقتصر هدف السلسلة على سرد القصص التاريخية فحسب، بل يسعى القائمون عليها للرد على الجدل القائم حول أصول بعض عناصر التراث المغربي، مثل القفطان والكسكس. فهذه النقاشات تتجاوز الإطار الفولكلوري لتدخل في سياق أوسع مرتبط بالاعتراف الثقافي والشرعية التاريخية.

 

وبذلك، تساهم "بصمة التراث" في حماية ونقل التراث المغربي للأجيال القادمة، كما تُساهم في نشره على الصعيد الدولي، وتعزيز الصورة الأصيلة للمغرب.

 

التواصل ونشر الهوية

 

من خلال توعية الجمهور بأهمية التراث، تسعى سلسلة "بصمة التراث" إلى أن تكون جسرًا بين الأجيال، حيث يتم ترسيخ الذاكرة الجماعية عبر استخدام الوسائل الرقمية للوصول إلى جمهور واسع.

 

وعلى نطاق أوسع، يعزز هذا المشروع مكانة المغرب على الساحة الدولية، من خلال تسليط الضوء على تاريخه وحضارته العريقة. إنه نهج يهدف إلى جعل التاريخ رافعة أساسية لتعزيز التماسك الاجتماعي والترويج الثقافي.

 

مع هذه السلسلة، يصبح التاريخ سردًا ممتعًا وسهل الوصول، مما يسمح لكل فرد بفهم ماضيه والتصالح مع هويته. مشروع يؤكد أن الماضي، بعيدًا عن كونه مجرد ذكرى، هو محرك أساسي لبناء المستقبل.

 

https://www.youtube.com/watch?v=DWAIINGa-9E&t=46s 

Reste informé de toute l'actualité
Inscris-toi à la newsletter

The subscriber's email address.