يعدّ التعليم من أجل المواطنة العالمية مجالاً استراتيجياً لبرنامج اليونسكو لقطاع التربية، ويستند إلى التعليم من أجل السلام وحقوق الإنسان، كما يضمن تمكين المتعلّمين أيّاً كانت أعمارهم من فهم أن انتهاكات حقوق الإنسان وأوجه عدم المساواة والفقر لا تزال تمثل تهديداً للسلام والاستدامة، وتتسم بطابع عالمي، وليست مجرد قضايا محلية.

ما هو التعليم من أجل المواطنة العالمية؟

يستند التعليم من أجل المواطنة العالمية إلى ثلاثة مجالات تخص التعلّم المعرفي من خلال المعارف ومهارات التفكير الضرورية لتحقيق فهم أفضل للعالم وتعقيداته، والاجتماعي العاطفي عبر القيم والسلوكيات والمهارات الاجتماعية التي تمكّن المتعلّمين من النمو بفعالية على المستوى النفسي والجسدي، ما يسمح لهم بالعيش معاً مع الآخرين على أساس الاحترام والسلام، ثم السلوكي أي التصرف والأداء والتطبيق العملي والالتزام.

وتتناول اليونسكو، تحت مظلة التعليم من أجل المواطنة العالمية، عدة مواضيع خاصة، مثل درء التطرف العنيف من خلال التعليم، والتعليم بشأن الهولوكوست والإبادة الجماعية، واللغات في مجال التعليم، وستضيف إلى هذه المواضيع قريباً مسألة التعليم من أجل ثقافة قائمة على الامتثال للقانون.

اليونسكو والتعليم من أجل المواطنة العالمية

وتعمل اليونسكو من خلال دعم الدول الأعضاء في إطار الجهود التي تبذلها لتنفيذ التعليم من أجل المواطنة العالمية. ويشمل ذلك رفع الوعي بشأن التعليم من أجل المواطنة العالمية، والترويج لتنفيذه، وإعداد أدوات إرشادية وبناء القدرات.

وتشمل أنشطة اليونسكو في هذا المجال في جمع البيانات المتعلقة بمدى التقدم المحرز على الصعيد العالمي من خلال التقارير القُطرية عن التوصية بشأن التربية من أجل التفاهم والتعاون والسلام على الصعيد الدولي والتربية في مجال حقوق الإنسان وحرياته الأساسية (1974)، ووضع مؤشرات قياس عالمية بشأن التعليم من أجل المواطنة العالمية والتعليم من أجل التنمية المستدامة، إلى جانب ضمان الانتفاع اليسير بالبيانات ذات الصلة بالسياسات العامة، ومصادر البيانات التي من شأنها دعم رصد المقصد، وغيرهم.

وتُنظم اليونسكو فعاليات للتعريف والترويج بالسياسات المعنية بمجال التعليم من أجل المواطنة العالمية في مقرها وفي جميع أنحاء العالم، وذلك من أجل إشراك أصحاب القرار وكبار الخبراء في النقاش المعني بالاستراتيجيات والممارسات الفعالة لتنفيذ التعليم من أجل المواطنة العالمية.