Skip to main content

" القصة الكاملة لقضية مومو و" فبركة سرقة على الهواء مباشرة

Momo

نعود في هذا المقال لسرد القصة الكاملة لقضية ما بات يعرف إعلاميا بـ "السرقة المفبركة ببرنامج مومو رمضان شو"، وهي القضية التي شغلت الرأي العام المغربي منذ منتصف شهر رمضان المنصرم، ومازال صداها يتردد إلى اليوم في انتظار ما ستكشف عنه الأيام القادمة بعد إقدام أطراف القضية على استئناف الحكم الابتدائي.

أصل الحكاية

خلال حلقة برنامج "مومو رمضان شو" ليومه 21 مارس، الموافق للعاشر من رمضان 1445، اتصل أحد المستمعين بالبرنامج للمشاركة بأحد المواضيع التي طرحها مومو، حيث شرع في الحديث ليتفاجأ المنشط الإذاعي وطاقم البرنامج بصراخ المستمع وكأنه تعرض لسرقة هاتفه النقال.

وكما هو معروف عن مومو وكما عهده المستمعون، وتعبيرا منه ومن طاقم البرنامج عن تضامنهم وتأثرهم بهذا الموقف غير المتوقع، حاولوا في بادرة تضامنية ملفتة، مساعدة الضحية المزعوم من خلال الإعلان عن إهدائه هاتفا نقالا من نوع آيفون 15، بدل الذي زعم أنه سُرق منه. لكن المفاجأة التي لم يكن أحد يتوقع حدوثها، خصوصا بعد حضور الضحية المزعوم إلى الاستوديو لتسلم هديته، كما يظهر من خلال مقاطع الفيديو المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، تتمثل في كون الحادثة بأكملها لم تكن سوى مسرحية نسج خيوطها الضحية المفترض برفقة شريك له.

وقد بدأت خيوط هذه المسرحية تتكشف بفضل تدخل عناصر الأمن للتحقيق في هذه السرقة المزعومة التي وقعت على الهواء، وأثناء بحثهم، تبين لهم أن الأمر يتعلق بحادثة مفبركة، ومن ثمة تطلب الأمر اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة والجاري بها العمل بهذا الخصوص.

وبالتالي، وبعد توقيف المشتبه به الأول وشريكه، تم استدعاء مومو للاستماع له بخصوص هذه القضية، فأكد أمام السيد وكيل الملك، أنه لم يكن على علم بفبركة السرقة على الهواء، وأنه وقع ضحية لهؤلاء الأشخاص، الذين اعترفوا بأنهم متخصصون في المشاركة في المسابقات الإذاعية واصطياد الهدايا بكل الطرق، حيث أكد المتهمين الأول والثاني، أن المنشط الاذاعي لم يكن له علم بفبركة “السرقة”، ولم يسبق أن تواصل معهما من قبل.

 

توقف مؤقت لـ"مورنينغ شو"

ما سيحدث بعد ذلك، هو أن مومو سيتابع في حالة سراح، مقابل كفالة قدرها 100 ألف درهم بتهمة “المشاركة في الإهانة وبث معطيات يعلم بعدم وجودها”، فيما سيعتقل المشتبه فيهما. وبعد عرض القضية أمام المحكمة الابتدائية الزجرية بالدار البيضاء، ستصدر المحكمة حكمها الذي نزل كالصاعقة عشية يوم عيد الفطر، بعد أن قررت المحكمة إدانة مومو بأربع أشهر حبسا نافذا، فيما أدين المشتبه به الأول بخمسة أشهر نافذة، والثاني بثلاثة أشهر نافذة بتهمة اختلاق جريمة سرقة وهمية وعدم قبول المطالب المدنية بالنسبة لشركة “هيت راديو”.

وفي هذا الصدد، كشف المحامي يوسف شهبي في تصريح لموقع إذاعة هيت راديو، أنه لم يتوقع مطلقا أن يكون الحكم بهذه القسوة، بل كان يُتوقع أن يصدر حكم ببراءة مؤازره لاسيما وأن جميع العناصر المادية والعلمية تؤكد براءته مما نسب إليه.

وعلّل الأستاذ شهبي إيمانه ببراءة موكله انطلاقا من عدد من العناصر، والتي تتمثل في أن المتهم الأول الذي دبر هذه السرقة المزعومة أكد عدم معرفته بـ"مومو" ولا تربطه به أي علاقة من أي نوع، كما لم يسبق أن التقى به أو تحدث إليه، نافيا أي تواطؤ مع المنشط الإذاعي.

وتابع المحامي: "العنصر الآخر الذي يؤكد براءة موكلي، هو اعتراف الفاعل الأصلي بكونه صاحب الفكرة الجهنمية التي توصل إليها وتبادرت إلى ذهنه أثناء تحدث إلى البرنامج وبشكل اعتباطي صرف".

 إلى ذلك، أكد دفاع "مومو" أنه، تقنيا، يستحيل على أي منشط إذاعي التحكم في سيل المكالمات الواردة على المحطة، وأبرز أن المعطيات المتوفرة تفيد أن البرنامج تلقى يوم الحادثة 21 ألف مكالمة بمعدل مكالمتين في الثانية، موضحا أن هناك برنامجا معلوماتيا يقوم بفرز المكالمات بشكل اعتباطي، ثم يعمل على تحوليها إلى مستقبلة المكالمات، كل ذلك يجعل من المستحيل على المنشط أن يختار من المكالمات الواردة ما يريده هو شخصيا.

من جهة أخرى، يتساءل ذات المتحدث "ما هو الربح المادي أو المعنوي الذي سيجنيه موكلي من فبركة السرقة، علما أن عقد العمل الذي يربطه بالإذاعة لا يربط أجرته بعدد المشاهدات أو المستمعين أو مداخيل الإعلانات".

وبعد صدور الحكم الابتدائي، قررت هيئة دفاع مومو استئناف قرار المحكمة القاضي بحبسه أربعة أشهر نافذة القضية. وهو ما كان له أثر على نفسية مومو، وبالتالي قرّر التوقف مؤقتا عن بث برنامجه الصباحي "مومو مورنيغ شو"، بسبب الأحداث التي وقعت في زمن قياسي، وهو ما عبر عنه من خلال مقطع فيديو بثه على حسابه الرسمي على انستغرام، حيث عبر عن شديد تأثره بكل ما حدث، مؤكدا براءته مما نسب إليه، ومتأسفا لما آلت إليه الأمور وتداعياتها خصوصا على صحة والدته، كما شدد في الفيديو على ثقته في مصداقية ونزاهة القضاء المغربي، ووضع نفسه رهن إشارة القضاء، شاكرا كل من قدم له الدعم والسند خلال هذه الفترة العصيبة، لاسيما إدارة إذاعة "هيت راديو" التي أصدرت بيانا في وقت سابق تعبر من خلاله عن دعمها ل "مومو". 

 

تحامل وتضامن

إلى ذلك وطيلة فصول هذه القضية، تعرض المنشط الإذاعي لحملة تشويه لصورته ونشر مغالطات للحقائق، مع ما صاحب ذلك من تعليقات مسيئة بالاعتماد على أخبار مزيفة لا أساس لها من الصحة من طرف بعض المحسوبين على وسائل الإعلام وبعض المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي هذا الصدد، أكد يوسف شهبي محامي "مومو" في تصريح لموقع إذاعة هيت راديو أن موكله لا يعتزم اتخاذ أي إجراءات قانونية ضد هؤلاء الأشخاص أو المنابر وأن ما يركز عليه خلال هذه الفترة هو إثبات براءته وطي هذا الملف.

وعبر الأستاذ يوسف شهبي عن إيمانه الخالص ببراءة موكله، وثقته الكاملة في نزاهة ومصداقية القضاء المغربي، معربا عن أمله الكبير في عودة الأمور إلى نصابها خلال مرحلة الاستئناف، بعد اقتناع هيئة المحكمة بسلامة موقف موكله انطلاقا من العناصر العلمية التي سبق الإشارة إليها.

وبعد صدور الحكم، كان مومو بحاجة إلى أن يلتقط أنفاسه بعد تسارع وتيرة الأحداث، قبل أن يقرر العودة لتقديم "الشو" بنفس جديد بداية الأسبوع المنصرم.

ومباشرة بعد استئناف البرنامج، توصلت الإذاعة بعدد هائل من التعليقات المتعاطفة مع مومو سواء من طرف المستمعين أو الفنانين والنجوم، الذين عبروا عن تأثرهم ومساندتهم للمنشط الإذاعي الأول في المغرب.

 

Reste informé de toute l'actualité
Inscris-toi à la newsletter

The subscriber's email address.